هذا حلال و هذا حرام ولكن اين قناعة العقل و راحة القلب..!!

"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"



عبارةٌ واضحة للغاية .. من سيتأملها ويعمل بها .. لن يحتارَ كثيراً بين آراء العلماء والشيوخ ورأي هذا وذاك ..



لكن ليسَ كُل البشر يُفكرون بهذا الشكل .. بل أغلبية الناس هذهِ الأيام لا يفكرون بهذه الطريقة ..



إنني فقط أُعبر عن رأيي .. ومن لا يعجبهُ موضوعي فليعترش بأدب رجاء ولا داعي للدخول في مواضيع فرعية "رغم أن هذا ما أرجوه دائماً إلا أن النهاية سودءا لكن ما زال عندي الأمل"



قال الشيخ الفلاني ...



الشيخ هو عالم بإحدى علوم الحياة " وليس كلها " .. له مراجع محددة منها القرآن و السنة بـ الدرجة الأساسية .. بعد ذلك مستويات أخرى هي الإجماع والقياس و يتطلبُ الأمر هنا الإلمام أو الاستعانة أحياناً بخبراء من علومٍ أُخرى ..



رأي الشيخ هو اجتهاد شخصي .. وله أجره في حالة إن أصاب الحقيقة أو أخطأها ..



و بالتالي سنجد هُناكَ في أحيانٍ كثيرة إختلاف في آراء الشيوخ .. فأيُهُا ستختار ؟؟



الشيخ المُفضل !!



البعض يتبع آراء شيخ معين لأنه المفضل له .. أو لأن الغالبية تتجه لرأيه .. أو أنه يرتاح له .. كما هو الحال بأنكَ معتاد على شراء نوعية معينة من الحليب من شركة معينة .. وتثق في ماركة تلك الشركة ..



"اسكت كيف تعترض .. إنه رأي الشيخ الفلاني العظيم الكبير ... "



البحثُ بين الآراء



هناك من ينظر في عدة آراء لشيوخ قبل التوصل لرأي فاصل .. وهناك يدخل "الاقتناع الشخصي في المسألة"..



الاقتناع الشخصي ؟!



"لقد اقتنعت برأي الشخص الفلاني بخصوص كذا .... في حين أن رأيه لم يكن واضحاً بخصوص كذا .... ولم أقتنع برأيه بخصوص تلك النقطة ... لكن في هذه النقطة اقتنعت بقول شيخ آخر"



بمعنى آخر .. عدم الاكتفاء برأي واحد .. بل البحث .. ليس البحث عن آراء مختلفة بالضرورة ..



بل البحث عن الرأي الأوضح والتفسير الأقرب للعقل البشري ..



فلا يكفي أن تقول لي هذا حرام أو خطأ ؟؟



بل يجب أن تبحث عن الحكمة من هذا الرأي أو التحريم أو المنع ؟؟



فهناك فرق بين أن تتبع اتباع أعمى .. وأن تتبع وأنت مقتنع ..



صحيحأ تكفي كلتا الحالتين ستتبع و تعمل بهذا الرأي .. لكن نفسيا وداخليا سيزداد ايمانك أكثر في حالة ما تعمقت وعرفت الحقيقة وما وراءها ..



لماذا نكتفي بالقرآن والسنة ورأي الشيخ فقط ..



ألم يحثنا الإسلام على طلب العلم .. بل جعله فريضة ..



إن العلم الحديث والاكتشافات المستمرة هي منهج ومصدر لا يقل أهمية عن القرآن كمثال .. بل إن العلم بمرور الزمن يأتي بدلائل قاطعة أكثر وأكثر على صحة هذا الدين ..



فلماذا نحن مهملون في أخذ رأي العلم الحديث .. والاعتماد على معلومات قديمة وأمور لم تكن واضحة سابقاً ..



العلم قد لا يُغير الرأي الشرعي بل يزيد من دقته واقناعه.. ليوافق العقل والعاطفة معاً..



كمثال بسيط "طبعا هناك أمور أكثر تعقيداً" : عقاب السارق قطع اليد ..



عندما كنت صغيراً .. تساءلت لماذا تلك القسوة .. إنها لمبالغة !! ولم أكن مقتنعاً لا عقليا ولا عاطفياً فقط هذا ما ذكر السنة ..



وبعد أن كبرت قليلاً بدأت الأمور تتضح أكثر في المدرسة .. حيث عرفت أنه ليس كل سارق تقطع يده بل لا بد أن يبلغ حد معين للسرقة .. وأن هناك حالات خاصة للسارق كان يكون مضطراً وأمور أخرى .. "بدأت أرى سماحة الإسلام إلى حد ما .. لكنني مازلت أرى الأمر قاسياً بعض الشئ عاطفياً"..



وبمرور الزمن وفي عدة برامج علمية وحوادث السرقة في الأخبار .. بدأت أرى الإحصاءات العالمية و آثار السرقة السيئة .. وخصوصا السرقات التي يرافقها قتل .. ورأيت الدموع والدماء .. وفقدان الأمن والأمان الناتج عن السرقة .. "رأيت بعيني وسمعت بأذني" .. وهناك اقتنعت عقلياً وعاطفياً معاً .. وبالفعل أرى أن قطع يد السارق ليس بعقاب مبالغ فيه بل هو مناسب لأنه فقط لم يسرق بل سلب نعمة الآمان ..



وهنا اطمئن عقلي وقلبي .. وفي الوقت ذاته لم أعترض ولم أخالف ..



قال تعالى :



وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ



وهنا نستخلص بأنه يحق لنا أن نطلب ونتأكد من كل شئ .. وبأن الإنسان المفكر هو من يبحث عن الإجابة الكاملة التي توافق عقله وقلبه أيضاً ..



أوليس خالقنا هو من أوجد العقل والعاطفة .. أم أننا سنتجاهل إحدى الجوانب ونكتفي بالإجابة الحالية .. ونحاول أن نقنع نفسنا بأنها الصح حتى وان لم نقتنع ..



لست فيلسوفاً بل رأيت بعيني



رُبما لاأحفظ القرآن بكامله .. ولست مطلعاًعلى السنة كاطلاع الشيوخ بالتأكيد .. وطبعا كل الشيوخ المجتهدين بلا استثناء يحترمون .. لكن هذا لا يعني بأن العالم في علوم أخرى هو أقل شاناً .. بل إنه يوازيهم في الاهمية فيما يتعلق بالفتاوى كذلك ..



بالتأكيد مازلت طالباً لكن من خلال العلماء رأيت خلق الله .. وتشريح الانسان .. وتفسير كل جزء وحركة فيه .. وعرفت أموراً كثيرة وحقائق مُذهلة مخفية في هذا الجسم أجابت على تساؤلاتي التي لم أجدها في رأي أي شيخ .. بل التي عجز عن استيعابها بعض الشيوخ ..



فتجد بعض الشيوخ يصدرون أحكاماً مصدرها القرآن والسنة فقط وطبعا هو المطلوب .. لكن في قرارة نفس الشيخ أحياناً هو يجهل الحكمة أو الأهداف ..



لذلك سيكون من الجميل لو أن ذلك الشيخ نفسه قد جالس علماء من علوم أخرى .. عندها سيكتشف أن هناك اجابات لكل شئ ..



والأجمل .. أن ترفق تلك الفتوى بإثباتات من العلم على حكمة تلك الفتوى التي أصدرت .. والعلم الحديث خصوصاُ .. فالعلم الآن ليس مثل العلم منذ 10 سنوات أو ألف سنة ..د



مثال آخر "تحريم الأغاني والموسيقى"



لست هنا لأناقش الفتوى لكن في طريقة تناولها ..



الأول : "الأغاني كلمات بذيئة ومزامير شيطان وتطبيل .. إذن فهي حرام " نقطة وانتهى الموضوع بالنسبة لذلك الشيخ بعد ان وضع الايات والاحاديث فقط..



أحترمه طبعا لكن هناك كذلك من :



الثاني : قد يصدر نفس الحكم بالتحريم .. لكنه أخذ وقتاً أطول وفكر بشكل أوسع ..
"ماهي الأغاني ؟؟" عندها سيعرف ان لها أنواع .. ويتعمق في تفاصيلها .. لأنه ببساطة قبل أن تقرر بشأن شئ عليك أن "تعرفه جيداً" وليس أن تكتفي بظاهره فقط ..



"رأي العلم ؟؟" عندها سيعرف تأثيراته على كيمياء الجسم .. الأذن .. مخاطر الضوضاء .. رأي النفسيين فـ تتأثر موجات الأغاني على المخ والأعصاب .. الفرق بينها و بين إيقاع القرآن على الجسم .... والكثير من الملفات والمواضيع المتعلقة ..
وبالتالي هنا ان الإنسان العادي سيتقبلها بشكل أفضل "سأقتنع عقلياً وعاطفياً" ..



بـ إختصار وما أهدف إليه من الموضوع .. قبل أن تحكم على شئ .. ليس في الدين فقط بل في الحياة عموماً .. عليك ألا تتسرع .. بل عليك بأن تبحث عن تلك الإجابة و بنفسك .. معلش اتعب شوي .. لكن ستصل للإجابة التي ستطمئن قلبك وتقنع عقلك وترضي ربك ..



و حتى إن لم تصل أو صلت لنتيجة سيئة .. فأنت يوم القيامة أمام ربنا عملت اللي عليك وزيادة ..



وليس أن تجلس في بيتكم مرتاح امام النت .. و : "قال الشيخ الفلاني وإليكم رابط الفتوى" .. وتكتفي بذلك .. بل عليك معرفة رأي العلوم المتعلقة بهذا الأمر .. والرجوع لِصاحب تلك الفتوى ومناقشته "وليس مجادلته والاعتراض بشكل غير لائق" .. فلعل عندك نقص هو سيوضحه لك .. ولعلك أنت قد تفيده وتلفت نظره لأمر علمي يكون موضع بحثه"



في النهاية لا يه÷م النتيجة .. ان كنت ستفعل هذا أو لن تفعل .. الأهم أنك "فكرت وبحثت".. وفي كل الاحوال ستنال الاجر بإذن الله "ده عشمنا في ربنا" ..



أحلاماً سعيدة ..ونسيماً جميلاً ..

فعلا اختي كل الشكر لك
وفعلا القناعة كنز لا يفنى

موضوع بغاايه الروووعه

واكيد القناعه اهم شي

يسلمو كتييييير