مبحث اليوم الذي أود أن أتحدثّ فيه هو قضية المرأة وخروجها للعمل و الإساءة
للرجل
فكما يرى البعض أن خروج المرأة للعمل يسيئ للرجل فإن للبعض الآخرين رأيا
مخالفا
فانطلاقا بما تم التصريح به في القولة المكتوبة بالأحمر تعتبر المرأة مهينة
للرجل بمجرد ممارستها لأحد حقوقها , أما المضمّن وراء السطور فهو :
قمع حرية المرأة و الإقرار بتميّز الرجل عنها ولكن :
بسم الله الرحمان الرحيم :
" قل اعملوا فسيرى الله أعمالكم ورسوله و المؤمنون "
انطلاقا من هذا الشاهد القولي نفهم أنّ الله لم يستثني المرأة من العمل
فالأمر جاء في صيغة جمع ولا يمكن أن يكون هذا الأخير اشتثناءا للمرأة
ولذلك ومن منطلق المنطق وباعتباري من ذوي الرّؤيا المنافية لهذه الأطروحة
سأحاول في موضوعي هذا تبرير موقف الرفض الذي سأرتكز فيه على ما في المقولة
الحمراء من سطحية إعتمادا على حجج مختلفة تبين قيمة المرأة في مساعدة
الرّجل و مساهمتها الفعالة في بناء الحضارة بخروجها للعمل
حيث أن منطلق القائلين بهذا الرأي منطق معكوس وسطحي . إذ انهم ينظرون إلى
المسألة من زاوية تعسفية أحادية المشهد وضيقة المجال , و أقول لهؤلاء إن
عمل المرأة و بكل بساطة يخفف من نفقات الرجل على البيت خصوصا في يومنا هذا
الذي تزايدت فيه أسعار المواد و المتطلبا الإستهلاكية و الحياتية الضرورية
لاستمرار العيش . كما أن عمل المرأة يساعدها على تحقيق ذاتها و نحت كيانها
باعتبارها كائنا بشريا له حقوق . فلو نظرنا إلى المرأة الغربية العاملة
لرأينا بوضوح مقدار مساهمتها في بناء الحضارة و الرقيّ بالمجتمع ..
أليست المرأة حاكمة ؟ وطبيبة ؟ و مهندسة ؟ ... ؟؟؟
ألا يبيّن هذا مدى قدرتها على فرض وجودها من ناحية و على ضرورة الإنتفاع
بمهاراتها لمزيد الرقي والتقدم من ناحية أخرى ؟
ولو أخذنا الموضوع من الجانب المنطقي الواقعي و بدعم ديني :
بسم الله الرحمان الرحيم :
"و خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند
الله أتقاكم "
سنتبيّن أن كلا الجنسين يحضى بنفس المرتبة الإلهية وهذا ما يبني معنى
المساواة بينهما وقد تكون المرأة أتقى من الرجل في بعض الأحيان
لذلك علينا الإقرار بأن الخروج للعمل من طرف المرأة غدا اليوم ضرورة وحقا
واضحا يجعلها في مرتبة التساوي مع الرجل